المنستير: موقع السميرات الأثري في انتظار عودة ماجريوس

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المنستير: موقع السميرات الأثري في انتظار عودة ماجريوس, اليوم الأحد 5 يناير 2025 03:13 مساءً

المنستير: موقع السميرات الأثري في انتظار عودة ماجريوس

نشر في باب نات يوم 05 - 01 - 2025

300559
(وات/فيصل ضو - مكتب المنستير) قبل أكثر من 1780 عاما وتحت أنظار "ديانا" ربّة الصيد والقنص والإله "ديونيسوس"، إله الملذات والخمور، تعالت أصوات الجمهور في المسرح الدائري ب"سميرات" هاتفة باسم "ماجريوس".
كان "ماجريوس" الثري المحلي ب"السميرات" راعي العرض الذي نظمته جمعية "Telegenii" التي اشتهرت بعروض قتالية في إفريقيا الرومانية بين مصارعين ووحوش ضارية من أسود وفهود ونمور.
...
كانت هتافات الجماهير تحث "ماجريوس" على الدفع بسخاء للجمعية منظمة العرض "هذا يوم مجدك يا ماجريوس، هذا يوم مجدك" هذا معنى أن تكون ثريّا! هذا معنى أن تكون ذا سلطة! نعم، هذا هو حقيقة! لقد حلّ الظلام الآن، عسى أن يرجع ال Telegenii من عرضك بصرّاتهم ملآنة بالنقود!".
كلف العرض يومها ماجريوس مبلغا ضخما يعادل 4000 "ديناريوس" وهو يمثل ضعف المبلغ المطلوب للعرض.
خلد "ماجريوس" يوم مجده في لوحة فسيفسائية أبعادها 4 م و20 سم و2 م و30 سم اكتشفت صدفة سنة 1966 بموقع "السميرات" قرب قرية السميرات الكائنة بعميرة الحجاج من ولاية المنستير وهي معروضة حاليا بمتحف سوسة وتعرف ب"موزاييك السميرات".
هذه اللوحة فكّك رموزها اللاتينية المؤرخ عزالدين باش شاوش في تقرير صدر سنة 1966 بنشرية « Academie des inscriptions et belles- lettres ».
وتظهر اللوحة المصارعين "بولاريوس (Bullarius)" و"هيلارينوس" (Hilarinus) " ومامرتينوس"(Mamertinus و "سپيتارا" (Spittara) وقد صرعوا الفهود "كريسپينوس" (Crispinus) و "لوكسوريوسوو "رومانوس" (Romanus و "ڤيكتور" (Victor).
ومن بعض ما كتب على اللوحة " هذا معنى أن تكون ثريّا! هذا معنى أن تكون ذا سلطة! نعم، هذا هو حقيقة! لقد حلّ الظلام الآن، عسى أن يرجع ال Telegenii من عرضك بصرّاتهم ملآنة بالنقود!".
لم يخفت "صخب" اللوحة طيلة ما يناهز 18 قرنا غير أن "سميرات" أصبحت صامتة لا روح فيها ولا حياة. تركت الفهود مكانها للخراف التي ترعى العشب على أنقاضها، أما الجماهير التي أثثت عروضها فقد تركت مكانها لبعض الزائرين وللعابثين بالتاريخ من نابشي القبور، وعوضت قوارير "الجعة" القصديرية الملقاة في فوضى أرجائها جرار الخمر والزيت التي كانت تصدّر إلى روما. وحتى الآبار التي كانت تزودها بالماء طمست.
قدّرت دائرة المحاسبات في تقريرها السنوي الثامن والعشرين حول "التصرّف في التراث الأثري"المنشور سنة 2014 أن "السميرات" سجلت تقلصا في مساحتها بما يقارب 47 % مقارنة بما كانت عليه في بداية التسعينات.
وتشير بعض التقديرات إلى أن مساحة الموقع الحالية تناهز 17 هك.
وأضاف التقرير أنه رغم الموارد المالية الهامة التي رصدتها الدولة لقطاع التراث الأثري تواصلت النقائص المسجلة بخصوص هذا القطاع نظرا لتقصير الجهات المعنية في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايته والمحافظة عليه، وهو ما عرّضه لاعتداءات مختلفة تعلّق البعض منها بأعمال نهب وسرقة وهي موضوع قضايا منشورة لدى المحاكم ذات الاختصاص.
وكشفت بعض الحفريات غير المنتظمة التي أجريت ما بين سنتي 1987 و2001 ب"سميرات" عن جرار خزفية بالقبور التي تعود إلى العهد البوني مما يبيّن عراقة السميرات وتعاقب الحضارات على أرضها.
"السميرات" صنفتها كتب التاريخ على أنها كانت من أهم المواقع لأنها كانت تتوسط مدينتين من أهم المدن الرومانية وهما الجم ولمطة، لكن المصالح المعنية بالتراث تعتبرها موقعا "غير مصنّف".
قد يكون للمعهد الوطني للتراث إكراهات مالية تحول دون مزيد من الحفريات بالموقع وبمئات أو آلاف المواقع والمعالم الأخرى التي تعج بها البلاد والكشف عن معالمه التي اختفت بفعل عوامل الطبيعة، غير أنه كان يمكن إدراجها ضمن مسلك سياحي والعمل على حمايتها من أيدى العابثين.
وفي الأثناء تظل "سميرات" في انتظار عودة ماجريوس ليدفع بسخاء ولتستعيد مجدها.
تابعونا على ڤوڤل للأخبار

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق