نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رئيس التحرير يكتب: تغيير الخطاب الإعلامى, اليوم الأحد 5 يناير 2025 02:39 مساءً
ما تشهده المنطقة من حولنا من تحديات جديدة وسريعة تستوجب تغيير الخطاب الإعلامى المصرى برمته، وفى أقرب فرصة، فرسالة هذا الإعلام بكل أفرعه، صحافة ومواقع إليكترونية وقنوات فضائية يجب أن تختلف شكلاً ومضموناً فى عام 2025 عما كانت عليه فى عام 2024 وما قبله.
هذه الوسائل الإعلامية يجب أن تتقدم الصفوف فى مواجهة حرب الشائعات ومحاولات تغييب وعى المواطنين، وذلك لن يحدث إلا باستخدام أسلوب وطريقة مختلفة للتأثير فى كل فئات الشعب، بعيداً عن الخطاب التقليدى غير الجذاب فى أحيان كثيرة منه.
أرى أن الهيئات الاعلامية والصحفية بقيادة المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والكاتب الصحفى أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام يقودون دفة الإعلام بحرفية ووعى كافيين، ويدعمون مؤسساتهم لتؤدى دورها الوطنى بشكل أفضل وأكثر مهنية لتحقيق الهدف الأسمى لها وهو توعية المواطنين بالمخاطر المحيطة والرد على الهجمات التى تستهدف الأمن القومى المصرى.
الحرب ضد الوطن تشتد ضراوتها عن طريق أجهزة استخبارات دولية ـ كما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء تفقده أكاديمية الشرطة منذ ايام ـ ويساعد هذه الأجهزة الذيول والخلايا النائمة للجماعة الإرهابية الذين لا يحبون الخير لهذا الوطن ويتمنون أن يروا مصر خرابة كما حدث فى دول أخرى قربية منا، ويتحينون الفرصة المناسبة للإعلان عن مواقفهم ويدعمون ويؤيدون أية منشورات على وسائل التواصل الاجتماعى تعادى الدولة المصرية، بل ويبثون الإحباط واليأس فى نفوس المواطنين، فهؤلاء ما زالت جينات الخيانة تجرى فى عروقهم، ولن يوقفهم إلا الموت، فعلى الرغم من أن العالم كله يشهد بحجم الانجازات الكبرى التى حدثت فى مصر خلال عشر سنوات مضت إلا أن خونة الأوطان لا يرون إلا ما يريدون أن يروه.
إن الدفاع عن الوطن فى هذا التوقيت المهم من تاريخه يستوجب شكلاً جديداً، وأسلوباً مختلفاً، وطريقة مغايرة ، وأرى أنه يجب مخاطبة العالم الخارجى بلغاته، والرد على الهجمات التى تشنها وسائل الإعلام الأجنبية ضد مصر فى الخارج وتوصيل الصورة الصحيحة لمصر إلى مواطنى هذه الدول والرأى العام فيها، فالعالم الآن أصبح منفتحاً، ويمكن لمقال صغير يتم نشره فى أى موقع بمصر أن يلف العالم ، ويمكن لمقطع فيديو صغير يتم صناعته عن طريق وسائلنا الإعلامية أن يقول الكثير، ويشرح ويفسر ويفند ويوضح الحقائق التى يحاول اعداء الوطن إخفاءها، ولكن الأهم هو كيفية صناعة هذا المحتوى بحرفية وتقنية تتناسب مع التطور التكنولوجى؟.
من هنا أرى أنه يجب الاعتماد بشكل كبير خلال الفترة المقبلة على مجموعات من الشباب الذين لديهم حس وطنى، ويتمتعون بالموهبة ويجيدون التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا الحديثة وبرامج الذكاء الاصطناعى، وهؤلاء ما أكثرهم فى مؤسساتنا الإعلامية والصحفية ولكنهم يؤدون عملهم باحترافية خارج مؤسساتهم حيث المقابل المادى الأكبر، كما نجد هذه الكفاءات بين صفوف الأحزاب الوطنية ومؤسسات الدولة المختلفة، فلماذا لا تتم الاستعانة بهؤلاء وتشكيل فرق عمل منهم، وتكليف كل فرد بمهمة محددة وتوفير الإمكانيات المادية والتكنولوجية لهذا الغرض؟.
الدولة تسعى بقوة إلى تطبيق الرقمنة فى كل مؤسساتها، وبالفعل تحاول وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بقيادة الوزير النشط الدكتور عمرو طلعت تنفيذ هذا الهدف الذى صدرت توجيهات رئاسية مشددة بشأنه، ولكننى أرى أنه آن الأوان لتطبيق الرقمنة وتوفير أجهزة كمبيوتر ولاب توب لكل العاملين فى الوسط الإعلامى من صحفيين وإعلاميين بمنحة من الوزارة، حتى نسهل عليهم القيام بالمهمة الوطنية التى سيكلفون بها، وكلما تم تنفيذ ذلك بسرعة أمكن تحقيق الهدف أسرع، ومواجهة هذه الحملة الشرسة ضد مصر، التى قد تزداد خلال الفترة المقبلة، لأن أعداء الوطن توفر لهم دول وأجهزة استخباراتها كل الإمكانيات المادية والتكنولوجية وحتى الترفيهية لتنفيذ مخططاتهم الهدامة ضد مصر، المحمية بحمى الرحمن سبحانه وتعالى ووصية وشهادة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
إن كل حرب لها موازنتها، التى تتضمن الانفاق على الإعداد والتجهيز للحرب وتنفيذ مخططات المواجهة وصد أى هجمات ، بل وتنفيذ هجمات مضادة أحيانا، لذلك أرى أن تكاليف منح كل الصحفيين والإعلاميين جهاز لاب توب وإدخالهم فى دورات تدريبية تتحدث عن الأمن القومى وكيفية حمايته والحفاظ عليه ، وأسرار حروب الجيلين الرابع والخامس، وتدريبهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة والتعامل مع وسائل التواصل بحرفية شديدة وكيفية صنع محتوى يخدم الأهداف القومية للدولة تأتى ضمن موازنة إعداد الدولة للحرب ، فحرب الشائعات الآن أخطر من الحروب العسكرية التقليدية، فهى تستهدف الداخل بتزييف وعى الشعب والتأثير فيه سلبياً ببث اخبار كاذبة ، أو تشويه اى إنجاز يحدث على أرض الواقع.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق