
كورونا يهدد صلاح والنني حتى بعد التعافي
منذ الجمعة الماضية، يلاحق فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، نجوم المنتخب المصري لكرة القدم، حيث أصاب اللاعب محمد صلاح، نجم فريق ليفربول البريطاني ثم زوجته، حتى وصل إلى محمد النني، المحترف في صفوف أرسنال الإنجليزي، عقب حضورهم حفل زفاف شقيق “مو صلاح”، بنهاية الأسبوع السابق.
جدل حول إصابة صلاح والنني
وأصيب محمد صلاح بالفيروس، رغم حرصه على حضور الفرح مرتديًا “الماسك”، تجبنًا لنقل العدوى، قبل مباراة منتخب مصر مع نظيره التوجولي بالجولة الثالثة من التصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الإفريقية 2021، ما تسبب في غيابه عن المباراة التي فاز بها الفراعنة 1-0، قبل أن يتم نقله من فندق بالقاهرة مسكن خاص به بالجونة، لـ4 أيام، حتى موعد إجراء المسحة الثانية المقرر الخميس المقبل.
وقبل ساعات، أظهرت نتائج المسحة الطبية التي أجرتها بعثة المنتخب الوطني الأول لدى وصولها إلى توجو سلبية جميع اللاعبين، فيما عدا “النني” الذي ظهرت نتيجته إيجابية دون ظهور أي أعراض مرضية عليه، على غرار صلاح أيضا، الذي تعتبر حالته مستقرة ولم تظهر عليه أي من أعراض الإصابة بكورونا، وهو ما أثار جدل بشأن ذلك.
أستاذ فيروسات: تعافي صلاح والنني من كورونا لا يعني الشفاء التام
بعد إعلان إصابة نجمي المنتخب المصري الذي يخوض حاليا تصفيات بطولة الأمم الأفريقية، أثار ذلك تساؤلا فيما يخص استعادتهم لعافيتهم والعود إلى الملاعب مجددا، خاصة أن الفيروس يسبب آلاما حادة بالعضلات والجهاز التنفسي ما يؤثر على الركض والحركة التي تحتاجها كة القدم.
وقال أستاذ المناعة والفيروسات الدكتور عبدالهادي مصباح، إن الفيروس له أعراض فورية مرضية، تختلف بين الشعور بالرشح وارتفاع خفيف بدرجات الحرارة والتهاب بالحلق وتكسير في الجسم نتيجة آلام العضلات، لكن كورونا تطورت أعراضه حاليا بشكل واضح، وباتت أعنف عن ذي قبل.
وأضاف مصباح، في تصريحات صحفية، أن تلك الأعراض تختلف درجتها أيضا بحسب السلالة التي تصيب الشخص، منها ما يؤثر أكتر على الجهاز التنفسي وأخرى على الهضمي من الهذيان والقئ والإسهال، فضلا عن الأعراض العصبية من فقدان التذوق والشم وعدم التركيز والصداع الشديد، مشيرا إلى أن الأعارض التي يعاني منها صلاح والنني خفيفة لدرجة عدم شعورها بتلك القوة.
وبدورها تختلف مدة الشفاء من الفيروس، وفقا لمصباح، موضحا أنها تكون في الأغلب لأسبوعين، ولكن تأثير ما بعد التعافي يستمر لفترة غير محددة، تتفاوفت بين شخص وآخر وقد تستمر لشهور ببعض الأحيان، والتي تُعرف باسم “متلازمة ما بعد كورونا”، والتي تتنوع أعراضها أيضا بين آلام العضلات والسعال وضعف القدر على الركض وضغوطات نفسية والقدرة على الركض، وتتضح من شكوى المريض لاحقا، حيث لا يفرق “كوفيد” بين شخص وآخر، مشيرا إلى أنه من المفترض أن يتمتع الرياضيون بمقاومة أكبر لطبيعتهم البدنية.
من هو أول لاعب من الريدز يخطر ببالك عند سماع كلمة هاتريك؟ 🤔⚽️ pic.twitter.com/32L2nTAfmR
— نادي ليفربول (@LFC_Arabic) November 13, 2020
في تقرير حديث هذا الشهر، لموقع “thehealthsite”، أورد أن بعض المتعافين يعانون من أعراض طويلة وأخرى قصيرة المدى، حيث إن ما لا يقل عن 15-20 ٪ من المتعافين يحصلون مجددا على المساعدة الطبية لمشاكل خفيفة إلى شديدة، وخاصة الذين تعرضوا لإصابات ذات درجة خطيرة.
وتابع بأنه تتراوح الأعراض بعد التعافي بين صعوبة في التنفس، وسعال جاف مستمر، وآلام حادة في الجسم والعضلات، وفقدان الشهية والوزن، والتي تتصاعد للتليف الرئوي والربو والتهاب عضلة القلب، وحتى التشنجات والحمى.
وفي شهر أكتوبر الماضي، أعلنت صحيفة «واشنطن بوست»، أن متاعب بعض مرضى «كوفيد-19» لا تنتهي عند التعافي التام، وأن معاناتهم تستمر مع أعراض مزعجة طويلة الأمد، بشكل متفاوت، تصل إلى حد الوفاة، والتي تعرف بـ«كوفيد الطويل»، وتثير قلقا بين الأطباء.
وأظهرت دراسات وبحوث أولية أن أكثر الأعراض التي يبلغ عنها المتعافون من فيروس كورونا هي الشعور بالتعب وضيق التنفس والصداع والأرق وألم الصدر والمفاصل والسعال وفقدان حاستي الذوق والشم، إضافة إلى الطفح الجلدي والحمى، بينما الأعراض الأقل انتشارا بين المتعافين هي اضطرابات السمع وما يعرف بـ«ضباب الدماغ»، بالإضافة للتأثير على القلب والرئتين والدماغ.
بينما أفادت دراسة فرنسية، أن ثلثي المصابين الذين ظهرت عليهم أعراض خفيفة أو متوسطة أبلغوا عن عارض واحد طويل الأمد على الأقل، بعد ستين يوما من التماثل للشفاء، بالإضافة لأخرى مشابهة في إيطاليا، حيث استمر الشعور بالتعب وضيق التنفس.